التفكير السلبي والايجابي؛ التخلص من التفكير السلبي والتحفيز على التفكير الايجابي ؟'
- أمثلة على التفكير الإيجابي والتفكير السلبي
- جلسة إرشادية عن التفكير الإيجابي
- ما الفرق بين التفكير الإيجابي والتفكير السلبي
- التفكير الإيجابي والسعادة
- هل التفكير السلبي مرض نفسي
- أثر التفكير الإيجابي على النفس
- طرد الأفكار السلبية في دقائق
- أمثلة على الأفكار السلبية
- أمثلة على التفكير الإيجابي والتفكير السلبي
أولاً: التفكير السلبي
أن التفكير السلبي أخطر مما يتصور أي إنسان فهو يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والأحاسيس السلبية والسلوكيات السلبية وأيضا النتائج السلبية مثل الأمراض النفسية والعضوية والشعور بالضياع والوحدة والخوف أنا شخصيا أعتبره مثل عضة الثعبان مؤلمة فعلا ولكنها في حد ذاتها لا تسبب الموت ولكن الذي يقتل هو السم الذي يجري في العروق والدم تماما مثل الفكرة السلبية فهي في حد ذاتها مجرد كلمات داخلية يستخدمها الإنسان ولكن ما يجعلها خطرة هو تكرارها وتخزينها حتى تصبح عادة يستخدمها الإنسان في حياته فتسبب له متاعب ليس لها نهاية.
التفكير السلبي يبحث ويفكر في السلبيات التي حدثت في الماضي ويقلق ويخاف من المستقبل ويعيش الحاضر بأحاسيس سلبية واعتقادات سلبية تجعل حياته سلسلة من التحديات والمشاكل والعجيب أن الشخص الذي يفكر بطريقة سلبية عنده قدرة خيالية على العثور على السلبيات في أي شيء حتى ولو كان إيجابيا؟ هل تعرف أحدا يفكر بهذه الطريقة؟ الحقيقة أننا جميعا تمر علينا أوقات نقع فيها في مطب التفكير السلبي ونسلك فيها الطرق المظلمة وهناك بعض الناس يغير من ذلك الوضع ويتوكل على الله سبحانه وتعالى فيوجد له المولى عز وجل مخرجا، ولكن هناك البعض الذي يستمر بالتفكير في هذه الطريقة فتجده يعيش معظم أيام حياته في تعاسة وصعوبات ولو حدث أنه شعر بالسعادة فهو يشك فيها أو يقلق منها حتى يحولها مرة أخرى إلى تحد.
إذا كانت الفكرة بهذه القوة وإذا كان التفكير السلبي يفتح ملفات العقل السلبية ويسبب الأمراض النفسية والعضوية وحالات الطلاق والتعاسة وضياع الفرص والفشل والبعد عن الله سبحانه وتعالى إذا كان ذلك فعلا حقيقيا إذن دعني أسألك:
- لماذا يفكر معظم الناس في أفكار سلبية تسبب لهم الضياع؟
- لماذا يفكر معظم الناس في أفكار سلبية تسبب لهم الأمراض النفسية وأيضا العضوية؟
- لماذا يفكر معظم الناس في أفكار سلبية تسرق منهم سعادتهم؟
- لماذا يفكر معظم الناس في أفكار سلبية تبعدهم عن تحقيق أهدافهم؟
- لماذا يفكر الناس في أفكار سلبية تسبب لهم الآلام؟
- لماذا يختار الناس طعاما ذهنيا من سلة المهملات؟
- لماذا يفكر معظم الناس في أفكار سلبية تبعدهم عن الله سبحانه وتعالى؟
- لماذا يفكر الناس في أفكار تجعلهم يتصرفون تصرفات قد تكون السبب في ضياعهم في الدنيا وأيضا في الآخرة؟
لماذا ؟ .. ولماذا؟ ألا يدعو ذلك للتساؤل وأيضا للدهشة !!
مسببات التفكير السلبي
١- البعد عن الله سبحانه وتعالى
الحياة المادية التي نعيش فيها والمنافسة القوية التي نراها حولنا والتغيير السريع جعل معظم الناس يضيع مع التحديات ويبتعد عن الله سبحانه وتعالى سواء كان يدرك ذلك أم لا، مثال لي صديق في مونتريال يعمل في بيع وشراء العقارات واستطاع هذا الرجل بفضل الله سبحانه وتعالى أن يكون ثروة تساوي عشرة ملايين من الدولارات، وكانت حياته تدور حول شيء واحد وهو المال فكان بعيدا كل البعد عن الروحانيات ولغته الأساسية هي الاستثمارات والعقارات والبيع والشراء ولم أسمعه ولو مرة واحدة يذكر فضل الله تعالى عليه ومرت الأيام وسافرت أنا في جولاتي حول العالم ولم أره لمدة عام وسألت عنه فعلمت أنه أصيب بذبحة صدرية عنيفة كاد يفقد حياته بسببها ولكن الله عز وجل أنقذه بمددٍ من عنده وذهبت لزيارته فنظر إلي والدموع في عينيه وقال: تعرف يا إبراهيم إن السبب في وجودي بالمستشفى هو أنني خاطرت بكل أموالي في مشروع كبير وخسرت كل ثروتي فلم أعد أملك أي شيء فلم أحتمل الصدمة وأصبت بجلطة حادة ولكن الأطباء هنا ممتازون فقد استغرقت العملية الجراحية أكثر من أربع عشرة ساعة ولكني أصبت بشلل في الجزء الأيمن من جسمي».
هل تعرف أحدًا حياته عبارة عن سلسلة من المشاكل والمتاعب والصعوبات وكلما خرج من مشكلة دخل في مشكلة أخرى؟ إذا كانت إجابتك نعم، هل تعرف ما هو السبب الأساسي في ذلك؟ هو بعده عن الله سبحانه وتعالى.. فالمؤمن الحقيقي يتوكل على الله تعالى ويتقيه ويشكره في السراء وفي الضراء ولا يكف عن التقرب منه عز وجل، أما الشخص الذي يبتعد عن الله سبحانه وتعالى تكون الدنيا أكبر همه وحياته ضنكا مملوءة بالسلبيات، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى».
٢- البرمجة السابقة
هل سمعت عن هذه التجربة أن شخصا أراد أن يقود سيارته فقام بكل شيء كما هو المعتاد ثم ضغط على بدال السرعة ولكن السيارة لم تتحرك من مكانها، فضغط أكثر على بدال السرعة ولكن السيارة استمرت في عدم الحركة ثم وجد أن فرامل اليد كانت مشدودة لأعلى ؟!!
إن البرمجة السابقة السلبية تعتبر مثل فرامل اليد فكلما حاولت أن تتحرك إلى الأمام تشدك بقوة إلى الخلف أو تجعلك تقف في نفس مكانك لا تستطيع الحركة. كما قلنا من قبل إننا تبرمجنا من العالم الخارجي ولكن من المهم أن تعرف أن أول سبع سنوات من حياتنا تكونت لدينا خلالها أكثر من تسعين بالمائة من قيمنا الراسخة التي اكتسبناها من الوالدين والمحيط العائلي ثم بعد ذلك المحيط الاجتماعي والمدرسة والأصدقاء وهكذا، فلو كانت برمجتنا في هذه السنوات السبع الأولى سلبية فهي تؤثر بشدة على حياتنا في كافة النواحي فمثلا من الأشياء التي قد يكون الإنسان قد تبرمج عليها هي عدم محاولة فعل أي تغيير لأن ذلك قد يؤدي إلى الفشل، فنجده يتفادى أي تغيير حتى لا يواجه الفشل. ولو كان الشخص قد تبرمج على أن أسلوب التعامل مع الآخرين يكون عن طريق العصبية والصوت المرتفع ستجده يستخدم هذه البرمجة في التعامل مع الناس.
٣- عدم وجود أهداف محددة
في رأيي الكثير أن الناس خمسة أنواع وسنذكر منها :
• الأشخاص الذي لا يعرفون ما يريدون
هذا النوع من الناس يعيش حياته مثل ورقة شجر تحركها الريح أينما شاءت، فهم لا يعرفون ما يريدون من الحياة، فتجدهم دائمي الشكوى من أن الحياة صعبة جدا وأنه لا يوجد فرص عمل وأن معظم الأغنياء نصابون وأن الحظ وحده هو السبب في حالتهم المادية والنفسية وأيضا الصحية !!
وتجد هذا النوع من الناس لا يفعل أي شيء لكي يتقدم في حياته، فهو لا يقرأ ولا ينمي خبراته ومهاراته، ولا يفعل أي شيء إيجابي لكي يحافظ على صحته، ولغته الأساسية هي الشكوى الدائمة.
• أشخاص يعرفون ما يريدون ولكنهم لا يفعلون أي شئ للحصول عليه
هذا النوع من الناس عنده علم تام بأهدافه وما يريد بالتحديد ولكنه لا يتخذ أي خطوة إيجابية لكي يحقق هدفه. وتجد هذا النوع يعاني نفسيا أكثر من النوع الأول لأن النوع الأول لا يعرف أي شيء عن الأهداف ولكن النوع الثاني عنده المعرفة ولكنه لا يفعل أي شيء.
٤- الروتين السلبي
هل سمعت أحدا يشكو من روتين حياته ؟ أو هل أحسست أنت شخصيا أن الروتين الذي تعيش فيه لا يرضيك ؟
من طبيعة الإنسان أن يبحث عن الأمان والضمان في حياته لكي يضمن لنفسه البقاء، ولذلك فهو يكون لنفسه منطقة أطلق عليها عالم النفس الشهير الدكتور كارل يونج منطقة الأمان والراحة وهذه المنطقة هي المحيط الذي يعيش فيه والذي يشعر فيه بالأمان وهي تتكون من ثلاثة أشياء أساسية وهم: المكان الذي يعيش فيه، والعمل الذي يعيش منه، والناس الذين يعيش معهم وهنا قال ألبرت أينشتاين يشعر الإنسان بالأمان عندما يجد مكانا يعيش فيه ومهنة يعيش منها وأشخاصاً يحبهم ويعيش معهم . وهناك حكمة من الفلسفة الهندية القديمة تقول: «لو وجدت بيتا تعيش فيه فأنت محظوظ، ولو وجدت شيئا تعيش عليه فانت ذكي، ولو وجدت شخصا تعيش معه بحب متبادل فأنت سعيد، ولو كان عندك كل هذه الأشياء فأنت من أغنى الأغنياء».
٥- المؤثرات الداخلية
من أكبر التحديات التي قد يواجهها الإنسان في حياته هي تحدياته مع نفسه، أي أن التحديات لا تحدث من العالم الخارجي سواء كان ذلك من الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء ولكن يحدث بسبب التحديات والمؤثرات الداخلية ومن أخطر هذه المؤثرات هي التقبل الذاتي لأنه من أهم أسباب التعاسة التي قد يشعر بها الإنسان.
ثانياً : التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي هو مصدر قوة ومصدر حرية أيضا، مصدر قوة لأنه سيساعدك على التفكير في الحل، حتى تجده وبذلك تزداد مهارة وثقة وقوة ومصدر حرية لأنك ستتحرر من معاناة وآلام سجن التفكير السلبي وآثاره الجسيمة.
القوة الثلاثية لا يمكن لها أن تستغني عن أي جزء من أجزائها ولو حدث ذلك تكون النتيجة هي الخروج عن الاتزان والشعور بالضياع والوقوع في مطب القتلة الثلاثة فتلوم وتنقد وتقارن ويصبح تركيزك سلبيا وأفكارك سلبية مما يؤدي إلى الأحاسيس السلبية والواقع السلبي الذي يعيش فيه الإنسان. وفي الواقع معظم الناس يختار أفكاره وتركيزه وسلوكه سواء كان مدركا لذلك أم لا، والاختيار لا يمكن أن يتواجد بدون القرار فكل اختيار هو قرار بهذا الاختيار وأيضا كل قرار هو اختيار يختاره الإنسان ولكن التحدي الأساسي يكمن في تحمل المسئولية، فمن الممكن أن يدرك الإنسان أنه تعيس دون أن يعترف أن هذه التعاسة تعود إلى أفكاره واختياره الشخصي ولكنه لا يأخذ مسؤولية هذه الأحاسيس السلبية وبالتالي يقع في فخ القتلة الثلاثة فيلوم الآخرين على ما يشعر به ويقارن بينه وبين الآخرين ويتهم الحظ الذي وضعه في هذا المأزق. لذلك رأيت أن أوسع لك الآفاق فتعرف أنك تستخدم القوة الثلاثية سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا وسواء كنت مدركا لذلك أم لا.
والقوة الثلاثية هي جذور الاتزان والتفكير الإيجابي في الحياة ولو نقص أحدهم يكون الإنسان عرضة للتفكير السلبي وهي تتكون من القرار والاختيار والمسئولية :
١- القرار
{أنت هنا اليوم بسبب قرارات الأمس وستكون غدا بسبب قرارات اليوم}
في زيارة لي لإحدى البلاد العربية أخذت سيارة تاكسي إلى الفندق وأخذ السائق يشكو إلي سوء الأوضاع المادية والاجتماعية والحالة الصعبة التي يعيشها وأن الحكومة لا تفعل أي شيء للناس. فسألته: منذ متى وأنت تعمل سائقا ؟ فرد قائلا: منذ أكثر من ثلاثين عاما». فسألته: هل فكرت في يوم من الأيام أن تمتلك سيارة خاصة؟ فنظر لي بدهشة وقال: يبدو أنك يا أستاذ من كوكب آخر !!! الحالة الصعبة التي نعيش فيها لا تعطي الفرصة لأي إنسان أن ينجح !!!! ثم سألني: لو كنت مكاني ماذا تفعل ؟ فقلت بابتسامة: «أمتلك أسطول سيارات !! فضحك الرجل وكأنني أقول له نكتة !!!!».
۲- الاختيار
{أقوى مبادئ النمو تتواجد في الاختيار}
كل ما يحدث في حياة الإنسان سواء كان واعيا أو غير واع يكون من اختياره. فالطريقة التي تجلس بها وتنام بها وتتكلم بها وتتصرف بها وتأكل بها هي من اختيارك الشخصي. ومعظم سلوكياتنا نقوم بها تلقائيا بدون تفكير لأنها جزء من برمجتنا الشخصية واختياراتنا السابقة التي أصبحت عادات نستخدمها بدون تفكير أو تقييم . فالطالب الذي لا يذاكر قرر واختار أن لا يذاكر والنتيجة التي حصل عليها ليست إلا انعكاسا من اختياره في عدم الاهتمام والمذاكرة. كذلك الشخص المدخن الذي قرر واختار التدخين وستكون النتيجة الأمراض التي تنعكس عليه بسبب اختياره الشخصي.
۳- المسئولية
من الممكن أن يكون الشخص على دراية بقراره واختياره ولكن معظم الناس لا يتحمل المسئولية !! فالطالب الذي يرسب في دراسته يلوم المدرسة والمدرسين أو المواد العلمية أو حتى النظام بأكمله والعامل الذي يتأخر في عمله حتى صدر القرار بطرده لم يعترف بخطئه ويتحمل المسئولية بل كل ما فعله هو أنه لام الإدارة والنظام الإداري، والمدير الذي يعمل أكثر من عشر ساعات يوميا ويدخن أكثر من مائة سيجارة يوميا ويشرب أكثر من خمسة عشر فنجانا من القهوة يوميا ثم يصاب بجلطة في المخ تجعله مشلولا فما كان عليه إلا أن لام حظه والناس والحياة والفتاة التي تلوم والديها في فشلها في الحياة لأنهم لم يعطوها الوقت الكافي والحب والحنان الذي كانت تحتاجه.